ويجوز أن يكون سببيًا منه، وأنشدوا:
/ وما عسى الحجاج يبلغ جهده إذا نحن جاوزنا حفير زياد
برفع "جهده" ونصبه.
والثالث: "أنه قال "وكون الفاعل غيره قليل". وهو عند أصحابنا لا يجوز، وتأولوا ما ورد من ذلك، وكذا قال المصنف في شرحه، قال: "الضمير في غير هذا الباب لا يشترط كونه فاعلًا، بخلافه في هذا الباب، فإن الفاعل لا يكون غيره إلا على قلة، ولا يكون ما ورد على قله مؤولًا بأنه هو" انتهى.
وهذا كلام مثبج؛ لأنه أثبت في الفص أن مكون الفاعل غير الضمير قليل، ثم ذكر أنه يكون مؤولًا، فإذا كان مؤولًا فلا يثبت للقلة حكم البتة.
وقالوا: يجوز: عسى زيد أن يرحمه الله، ولا يجوز: جعل زيد يضربه عمرو، ولا: يضربه أبوه. قالوا: ويجوز: جعل زيد يضرب فيصبر، أي: جعل زيد يصبر على الضرب.
ومما جاء فيه الفعل مسندًا لغير الضمير العائد على أسماء هذه الأفعال قول الشاعر:
وقفت على ربع لمية ناقتي فما زلت أبكي عنده، وأخاطبه
وأسقيه حتى كاد مما أبثه تكلمني أحجاره وملاعِبُهْ