وذلك أن العرب لم تستعملها إلا مع منصوبها، وهي بالنظر إلى معناها تامة به.

وأما أخلق فمعناها تهيأ الشيء لأن يكون واستحق، وقولهم أخلق به أن يكون أي: ما أشد تهيئته للفعل.

وقوله وقد ترد عسى إشفاقًا مجيئها للإشفاق قليل، وقد اجتمع مجيئها للرجاء والإشفاق في قوله تعالى: {وعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ}. ومن الإشفاق قوله:

عستم لدى الهيجاء تلقون دوننا تظافر أعداء وضعف نصير

وقول الأسود بن يعفر:

عسيتم أن تصابوا ذات يوم كما يستشرف الخزز العقاب

وقوله ويلازمهن لفظ المضي اختلف في السبب المانع من تصرف عسى:

فقال أبو الفتح: لما أردي بها المبالغة في القرب أخرجت عن بابها، وهو التصرف. قال: وكذلك كل فعل يراد به المبالغة نحو نعم وبئس وفعل التعجب.

فإن قلت: قد تصرف ما هو أشد مبالغة في القرب منها نحو "كاد".

فالجواب: أن في "عسى" ما ليس في غيرها إذ قد تستعمل واجبة، وكذلك وردت في القرآن إلا في قوله تعالى: {عَسَى رَبُّهُ إن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا}، وفي قول ابن مقبل:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015