من العوامل ما نصبه غيره أو رفعه, تقول: جاء زيد راكبا فرسك, ولو قلت "جاء فرسك زيد راكبا" لم يجز, وكذلك في باب الظن وباب إن.
وقوله واغتفر ذلك بعضهم مع اتصال العامل مثاله: كان طعامك آكلا زيد, لا يجوز عند س, وأجازه بعض البصريين, منهم ابن السراج والفارسي, وتبعهما ابن طلحة وابن عصفور, قال ابن عصفور: "والذي يجيز حجته أن المعمول من كمال الخبر وكالجزء منه, فأنت إذا إنما أوليتها الخبر, وهو الصحيح" انتهي كلامه. وليس بصحيح لأنه ليس مسموعا من لسانهم, وإنما أجازها من أجازها بالقياس.
وأورد بعضهم هنا سؤالا, فقال: "إن قال قائل: إن لم يرد السماع بها عينها فقد ورد بمثلها, قال تعالي: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} , وقال: {وَلَا تُصَلِّ عَلَي أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا} , وقال الشاعر:
....................... فعادوا كأن لم يكونوا رميما
فأولي {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} {بَخِلُوا بِهِ} , و {أَبَدًا} {مَّاتَ} , و"رميما" "يكونوا", وليست معمولات لما وليته, بل {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} معمول لقوله {سَيُطَوَّقُونَ} , و {أَبَدًا} معمول لـ {تُصَلِّ} , و"رميما" معمول لـ"عادوا".