والذي تلقناه من الشيوخ أن "كان" تدل على الزمان الماضي المنقطع, وكذلك سائر الأفعال الماضية, ومن تعقل حقيقة المضي لم يشك في الدلالة على الانقطاع, لكن مثل قوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} وإن دل على الماضي المنقطع - فإنه يعلم أن هذه الصفة ثابتة له في الأزمان كلها من دليل خارج لا من حيث وضع اللفظ.
وقوله وبجواز زيادتها وسطًا باتفاق قال المصنف في الشرح: "تختص زيادتها بلفظ الماضي بين مسند ومسند إليه, نحو: ما كان أحسن زيدًا ولم ير كان مثلهم, وكقول أبي أمامة الباهلي: يا نبي الله أو نبي كان آدم" انتهى.
وأطلق المصنف في قوله "بين مسند ومسند إليه", وينبغي أن يقيد, فإن زيادتها في مثل: قام كان زيد, ومثل: يضرب كان زيد تحتاج إلى سماع.
ومن زيادتها بين الصفة والموصوف قول الشاعر:
في غرف الجنة العليا التي وجبت لهم هناك بسعي كان مشكور
وبين المتعاطفين قول الفرزدق:
في لجة غمرت أباك بحورها في الجاهلية كان والإسلام
وبين "نعم" وفاعلها, أنشد الفراء: