أخبارها، فلا يقال: ما زال زيد إلا ضاحكًا، وكذلك انفك وبرح وفتئ.

ثم علل المصنف ذلك بقوله لأن نفيها إيجاب. ومعناه أنك إذا قلت "ما زال زيد عالمًا" فيه إثبات العلم لزيد، فصار نظير "كان زيد عالمًا" في إثبات العلم له، فكما لا يجوز: كان زيد إلا عالمًا، كذلك لا يجوز: ما زال زيد إلا عالمًا.

وقوله وما ورد منه بإلا مؤول مثال ذلك قول ذي الرمة:

حراجيج ما تنفك إلا مُناخة على الخسف، أو نزمي بها بلدًا قفرا

فظاهره أن "إلا" دخلت على خبر "تنفك"، فقيل: أخطأ ذو الرمة حيث أوقع "إلا" غير موقعها، وهذا قول من ذو الرمة عنده لا يُستشهد بكلامه، قال الأصمعي: "لا يُحتج بذي الرمة، فطالما أكل الزيت من حوانيت البقالين"، يعني أنه كثرت ملازمته الحاضرة، ففسد لسانه. وجمهور أهل العلم على الاحتجاج بكلامه.

وخرج البيت أبو الفتح على أن "إلا" زائدة. وكذلك قال في قراءة ابن مسعود: {وَإِنَّ كُلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ}. وهذا ضعيف لأن "إلا" لم تثبت زيادتها في غير هذا فيحمل هذا عليه، وأما قراءة ابن مسعود فتخريجها على أن "إن" نافية، و"إلا" على بابها، و {لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} جواب قسم محذوف، أي: وما كل إلا أقسم ليُوفينهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015