نحو: كان أخي صديقي، ولم يكن فتى أزكى منك.
وقوله وقد يُخبر هنا وفي باب "إن" بمعرفة عن نكرة اختيارًا قال المصنف في الشرح: "لما كان المرفوع هنا مشبهًا بالفاعل، والمنصوب مشبهًا بالمفعول، جاز أن يُغني هنا تعريف المنصوب عن تعريف المرفوع، كما جاز ذلك في باب الفاعل، لكن بشرط الفائدة وكون النكرة غير صفة محضة، فمن ذلك قول حسان:
كأن سُلافة من بيت رأس يكون مزاجها عسل وماء
وليس مضطرًا إذ كان يقول: تكون مزاجها عسل وماء، فيجعل اسم "تكون" ضمير السلافة، و"مزاجها عسل وماء" مبتدأ وخبر في موضع نصب خبر "كان"، وقول القطامي:
قفي قبل التفرق يا ضباعا ولا يك موقف منك الوداعا
وليس مضطرًا إذ له أن يقول: ولا يك موقفي منك الوداعا. والمحسن لهذه شبه المرفوع بالفاعل والمنصوب بالمفعول، وقد حمل هذا الشبه في باب "إن" على أن جُعل فيه الاسم نكرة والخبر معرفة، كقول الشاعر:
وإن حرامًا أن أسب مُجاشعًا بآبائي الشم الكرام الخضارم