منطلقًا، والأمر لا يتصور بالزمان، وكذلك لا يبنى اسم الفاعل من الزمان". وكذلك النهي، قال تعالى: {ولا تَكُن كَصَاحِبِ الحُوتِ}، ونصب الفعل بعد الفاء جوابًا، نحو: كن خيرًا فتدخل الجنة.
وما ذهب إليه ابن خروف وابن عصفور من أنها مشتقة من أحداث لم ينطق بها ليس بصحيح، وقد جاء المصدر منها صريحًا، حكى أبو زيد في كتاب الهمز مصدر "فتئ"/ مستعملًا، وحكى غيره: ظللت أفعل كذا ظلولًا، وبت أفعل كذا بيتوتة، وجاؤوا بمصدر "كاد" في قولهم: لا أفعل ذلك ولا كيدًا، أي: ولا أكاد كيدًا، و"كاد" فعل ناقص من باب "كان".
وقد جاء المصدر معملًا إعمال فعله في قول العرب: كونك مطيعًا مع الفقر خير من كونك عاصيًا مع الغنى، وقول الشاعر:
ببذل وحلم ساد في قومه الفتى وكونك إياه عليك يسير
وقد جاءت في صلة "أن"، قال تعالى: {إلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ}، وهي وما وصلت به في تأويل المصدر. وبهذا يرد على من زعم أن المنصوب في قولك: "عجبت من كونك قائمًا" حال، وأن المصدر هو لـ"كان" التامة، وعلى من زعم أنها لا مصدر لها وأنها لا تدل على