البراح من المكان بدلالة {حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ البَحْرَيْنِ}، ومحال أن يبلغ هذا الموضع وهو لم يبرح من مكانه، فثبت أن ما برح بمعنى ما زال من غير فرق".
وقوله ووني ورام مرادفتاها قال المصنف: "قيد وني/ ورام الملحقان بهن بمرادفتها احترازًا من وني بمعنى فتر، ورام بمعنى حاول وبمعنى تحول، ومضارع التي بمعنى حاول: يروم، ومضارع التي بمعنى تحول: يريم، وهكذا مضارع المرادفة زال، وهي ووني بمعنى زال غريبتان، ولا يكاد النحويون يعرفونهما إلا من عني باستقراء الغريب، ومن شواهد استعمالهما قوله:
لا يني الخب شيمة الخب ما دا م، فلا تحسبنه ذا ارعواء
وقال:
إذا رمت ممن لا يريم متيمًا سلوًا، فقد أبعدت في رومك المرمى"
انتهى.
أما قوله "ولا يكاد النحويون يعرفونهما إلا من عني باستقراء الغريب" فإن أصحابنا ذكروا "وني" وأن بعض البغداديين زادها في أفعال هذا الباب لأن معناها معنى "ما زال"، وذلك: ما وني زيد قائمًا، أي: ما فتر عن القيام، ولذلك ألحقها بها.
ورد هذا المذهب بأنه لا يلزم لأن الفعل قد يكون بمعنى فعل