الدنانير" قول الفرزدق:
ما زال مذ عقدت يداه إزاره فسما، فأدرك خمسة الأشبار
يدني خوافق من خوافق تلتطي في ظل معترك العجاج مثار
فإدناؤه الخوافق ليس متصلًا في الزمان، وإنما يكون في أوقات مختلفة، وبهذا يظهر فساد من نقد على ذي الرمة قوله:
ألا يا اسلمي يا دار مي على البلى ولا زال منهلًا بجرعائك القطر
وقال: إن الجيد قول طرفة:
فسقى بلادك غير مفسدها صوب الربيع وديمة تهمي
قال: إذ بيت ذي الرمة يقتضي طمي رسومها وعفاء آثارها بملازمة المطر إياها، ولا يقتضي ذلك بيت طرفة، وذلك أن ذا الرمة عهد دار مي في خصب لسقي المطر لها في أوقات الحاجة إلى ذلك، فدعا لها بأن لا تزال على ما عهدها عليه من انهلال القطر بجرعائها في وقت الحاجة إليها.
ولا خلاف بين النحويين في أن معاني هذه الأفعال الأربعة متفقة إلا شيء ذكره أبو علي عن بعض أهل النظر أنه فصل بين ما زال وما برح بأن قال: "إن برح لا تستعمل في الكلام إلا أن يراد بها البراح من المكان، فتذكر المكان أو تحذفه للدلالة". قال أبو علي: "وهذا لا يصح، قال تعالى: {لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ البَحْرَيْنِ}، فلا يجوز أن يراد بها