فالقلب بين رجاء ... وبين خوف يعوم
13 - أنشدني أبو محمد عبد الله بن عثمان القرشي رحمه الله بالمغرب وأملاه علي: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعيش: حدثنا ابن الطحان، عن أبي عبد الله محمد بن عبد السلام الخشني الإمام المحدث بالأندلس وكانت له رحلة إلى المشرق لقي فيها أحمد بن حنبل ونظراءه (?) وأقام خمسا وعشرين سنة / متجولا في طلب الحديث، فلما رجع إلى الأندلس تذكر محاله في الغربة، فقال:
كأن لم يكن بينٌ ولم تك فرقة ... إذا كان بعد الفراق تلاق
كأن لم تورق بالعراقين مقلتي ... ولم تَمْرِ كف الشوق ماء اماق
ولم أزر الأعراب في خبت أرضهم ... بذات اللوى من رامة وبراق
ولم أصطبح بالنيل من قهوة النوى بكأس سقانيها الفراق دهاق
بلى وكأن الموت قد زار مضجعي ... فحول مني النفس بين تراقي
أخي إنما الدنيا محلة فرقة ... ودار غرور آذنت بفراق
تزود أخي من قبل أن تسكن الثرى وتلتف ساق للنشور بساق
14 - أنشدني أبو محمد عبد الله بن عثمان العمري لنفسه:
عرفت مكانتي فسببت عرضي ولو أني عرفتكم سببت
ولكني لم أجد لكم سموا ... إلى أكرومة فلذا سكت
15 - أنشدني أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد الوزير الحافظ لنفسه:
أقمنا ساعة ثم ارتحلنا ... وما تغني المشوق وقوف ساعة
كأن الشمل لم يك ذا اجتماع إذا ما شتت البين اجتماعه
16 - وأنشدني أيضا لنفسه بالمغرب رحمه الله:
لئن أصبحت مرتحلا بشخصي ... فروحي عندكم أبدا مقيم
ولكن للعيان لطيف معنى ... له سأل المعاينة الكليم (?)
17 - أنشدني والدي رحمه الله فميا لقننيه أيام الصبى:
من قابل النعمة من ربه ... بواجب الشكر له دامتِ
وكافر النعمة مسلوبها وقل ما ترجع إن زالت.