إن كانت الأبدان نائية ... فنفوس أهل الظرف تأتلف
يا رب مفترقين قد جمعت ... قلبيهما الأقلام والصحف
28 - وأنشدنا أبو محمد علي بن أحمد لنفسه:
لا تشتمن حاسدي إن نكبة عرضت ... فالدهر ليس على حال بمترك
ذو الفضل كالتبر طورا تحت ميقعة ... وتارة في ذرى تاج على ملك
29 - وأنشدني أيضا لنفسه:
سلام على أهل التلاقي مردد ... ولا لقى التفريق أهلا ولا سهلا
ويا بين بن عنا ذميما مبعدا ... ويا دهر قرب كالذي يعهد الوصلا
أقول وقد هم الفؤاد برحلة ... ولكن رجاء القرب قال له مهلا
لعل الذي يدني ويبعد والذي ... قضى بفراق الشمل أن يجمع الشملا
30 - وأنشدني أيضا للوزير أبي الحسن جعفر بن عثمان المصحفي رحمه الله:
يا ذا الذي أودعني سره ... لا ترج أن تسمعه مني
لم أُجرِه بعدك في خاطري ... كأنه ما مر في أذني
31 - ودعنا (?) أبو القاسم منصور بن النعمان الصيمري فقلت له: أوصني؟ فقال: ودعنا القاضي أبو الحسن أحمد بن سعيد السعدي فقلت: له: أوصني؟ فقال: ودعنا أحمد بن محمد النعماني فقلت له أوصني؟ فقال: ودعنا عبيد الله بن أحمد البلخي فقلنا له: أوصنا؟ فقال: ودعنا عمار بن علي (الزري؟) ، فقلت له: أوصنا؟ فقال: ودعنا أحمد بن العباس النحوي بالأهواز فقلت له: أوصني؟ فقال: ودعنا أحمد بن عيسى البصري بالبصرة فقلت له: أوصني؟ / فقال: ودعني أبو نواس الشاعر بالأبلة فقلت له: أوصني؟ فقال: كنت بالأهواز، وكان بيني وبين أزهر السمان معرفة وودعني لما أردت الخروج إلى البصرة، فقلت له: أوصني؟ فقال: يا أبا نواس، أوصيك بثلاث: طاعة الله، وطاعة رسوله، والمحافظة على الصلوات في أوقاتها، واحذر ثلاثا: (خيانة؟) الرفيق، وضجر الصديق، وقطاع الطريق.
آخره والحمد لله وحده
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
حسبنا الله ونعم الوكيل