الْمَوْت فِيهِ تواصل الأحباب وَبِه حَيَاة الْمُؤمن الأواب يشتاقه الْبر الْمُطِيع لِأَنَّهُ يُفْضِي إِلَى زلفى وَحسن مآب يحلو الْمَمَات لمن رجا بمماته لقيا الْكَرِيم الْمَاجِد الْوَهَّاب ويحيد مِنْهُ كَافِر أَو فَاجر قد يشرده سخطه وعقاب فامهد لنَفسك قبل موتك موقنا أَن الْمَمَات مقطع الْأَسْبَاب وَاعْلَم بأنك عَن قريب خَالِد فِي دَار خلد أَو أَلِيم عِقَاب سيصحو السَّكْرَان من سكره حِين لَا يُمكنهُ تلافي أمره سيندم المضيع على تضييعه إِذا قابله أَمر صَنِيعه سيقصر الأمل من أمله وَقت هجوم أَجله ونفاذ أكله وَتعذر الزِّيَادَة فِي عمله وَالْخُرُوج من أَهله وَمَاله هُنَالك يَسْتَحِيل حُلْو الْعَيْش مرا وينقلب عرف الْأَمر نكرا وَيعلم جَامع الحطام أَن الْبَاقِيَات الصَّالِحَات أَنْفَع ذخْرا لَيْسَ فِي ظلّ الدُّنْيَا مقيل وَلَا على هَذِه الْحَيَاة تعويل كَيفَ يطْمع فِي الْإِقَامَة فِي دَار الرحيل كَيفَ يضْحك من هُوَ محفوف بموجبات العويل أسمعنا الْغَيْر فتصاممنا وأيقظنا الْغَيْر فتناومنا ورضينا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا من الْآخِرَة واشترينا مَا يفنى بِمَا لَا يفنى فَتلك إِذا صَفْقَة خاسرة أَيْن الآذان الواعية أَيْن الْأَعْين الباكية قَول بِلَا فعال وَأمر بِلَا امْتِثَال رسل ملك الْمَوْت على أَنْفُسنَا فِي كل نفس وَارِدَة وأجساد أحبتنا تَحت أطباق الثرى هامدة قد أوحشت مِنْهُم دِيَارهمْ ودرست رسومهم وآثارهم وحالت فِي اللحود أَحْوَالهم وتقطعت بالبلاء أوصالهم ومحت أَيدي الْحَوَادِث والغير والقبور محَاسِن تِلْكَ الصُّور وأطبقت عَلَيْهِم ظلمات تِلْكَ الْحفر فَلَا شمس فِيهَا وَلَا قمر وَنحن عَمَّا قريب إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ صائرون وبالكأس الَّذِي شربوا مِنْهُ شاربون ثمَّ مَعَ هَذَا الْيَقِين إِلَى دَار الْغرُور راكنون فَإِذا الذُّنُوب قد رانت