وَمَا تسع من نفس شَيْئا من حسن تِلْكَ الْحجب إِلَّا زهقت فَإِن قيل مَا الْحِكْمَة فِي هَذِه الْحجب وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى غَنِي عَنْهَا فَالْجَوَاب ان من بعض فوائدها رأفة الله تَعَالَى بعباده وشفقته على خلقه وَلَوْلَا احتجاب عَن عوامله إِلَّا خرقت سبحات وحهه مَا انْتهى إِلَيْهِ بَصَره من خلقه جلت عَظمَة الله وَتَعَالَى جده فَهُوَ سُلْطَان الله وَغلب جنده توحدت ذَات الله وتقدست أسماؤه وسبقت مقادير الله وَنفذ قَضَاؤُهُ عز جناب الله وَعز جَلَاله صدعت حجَّة الله وَصدق مقاله قَوْله الصدْق ووعده الْحق ونوره الساطع وحرزه الْمَانِع سُبْحَانَهُ أنزل كتابا أحكمت آيَاته وَأرْسل رَسُولا بهرت معجزاته فيا من أَحْيَاهُ الله على الْإِسْلَام اسْأَل أَن يتوفاك مُسلما وَيَا من سربله الله قَمِيص الْإِيمَان اجْتهد أَن يكون بالنقاء معلما وَيَا من استحفظه الله الْقُرْآن كن بمتشابهه مُؤمنا وبمحكمه عَاملا حَامِل الْقُرْآن حَامِل راية الْإِسْلَام وَفِي كل خصْلَة من خِصَال الْخَيْر لأَهْلهَا إِمَام لَا يقنع بأَدَاء الْفَرْض وَترك الْحَرَام يشْبع النَّاس وبطن حَامِل الْقُرْآن جَائِع ويضحك النَّاس وطرفه دامع قد درجت النُّبُوَّة بَين كفيه فَهُوَ نَبِي غير أَنه لَا يُوحى إِلَيْهِ مَا بَين من يقْرَأ الْكتاب وَبَين من يُوحى إِلَيْهِ سوى النُّبُوَّة وَحدهَا للأنبياء مَرَاتِب خصوا بهَا والقارئون مَرَاتِب من بعْدهَا طُوبَى لمن يرْعَى أَمَانَة ربه بِالْبرِّ وَالتَّقوى ويحفظ حَدهَا انفت من الدُّنْيَا الدنية نَفسه فَلم يَك قطّ يَوْمًا عَبدهَا