السالكون على قدم أهل الْمحبَّة يختارون الْمَوْت على الهجران والعاملون على طَرِيق أهل الخشية يؤثرون عَذَاب النَّار على ركُوب الْعِصْيَان وَأهل الْمعرفَة بِاللَّه بِمَا هُوَ أَهله مشغولون بِهِ عَن نصِيبهم مِنْهُ لَا يرَوْنَ الِاشْتِغَال بِشَيْء سواهُ وهم فِي ذَلِك يعظمون الحرمات والشعائر ويتقون كَبَائِر الذُّنُوب والصغائر ويوفون الْأَدَب فِي سياسة الظَّوَاهِر وحراسة السرائر وَقُلُوبهمْ معلقَة بِمن لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار وَلَا تكفيه البصائر لَو رق لي سكان حاجر لم تقرح الدمع المحاجر لَا غرو أَن هجر الْكرَى صبا لَهُ المحبوب يفاخر مَالِي كسرت وَأَنت يَا مولَايَ للمكسور جَابر هَب ان عَبدك قد أَتَى كل الْكَبَائِر والصغائر أَنْت الَّذِي سميت نَفسك فِي صَرِيح الذّكر غَافِر يَا مصرا على الذُّنُوب أما آن لَك أَن تتوب يَا غافلا عَن ذكر مَوْلَاهُ إِلَى مَتى أَنْت مَحْجُوب كم قد أَهلَلْت من شهر حرَام وهمله إِلَى الْحَرَام مَنْصُوب لَيْسَ فِي صدرك من خشيَة رَبك مَا يَنْبَغِي أَن يكون للرب فِي صدر المربوب روح الْقلب بِذكر الحبيب والسقمى فِيهِ من طَبِيب هُوَ انسى هُوَ رَاحَة قلبِي هُوَ روحي هُوَ مفرج الكروب هبت الرّيح جنوبا فَأَهْدَتْ لي من ذكركُمْ روح الْقُلُوب لذتني