قال: لا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لنا في البدو.

وخرجه مسلم وغيره وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم «يأتي على الناس زمان يكون خير مال المسلم غنما يتبع به شغف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه منة الفتن» ، وما زال الناس يعتزلون ويخالطو كل واحد منهم على ما يعلم من نفسه ويتأتى له من أمره وقد كان العمري بالمدينة معتزلاً، وكان مالك مخالطاً للناس، ثم اعتزل مالك آخر عمره رضي الله عنه فيروي عنه أنه أقام ثماني سنة لم يخرج إلى المسجد فقيل له في ذلك، فقال: ليس كل واحد يمكنه أن يخبر بعذره، واختلف الناس في عذره على ثلاثة أقوال فقيل لئلا يرى المناكير، وقيل لئلا يمشي إلى السلطان، وقيل كانت به أبردة، فكان يرى تنزيه المسجد عنها ذكرره القاضي أبو بكر بن العربي كتاب سراج المريدين له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015