بالحجارة، ثم جثوا على الركب فتحاثوا بالتراب، ثم تكادموا بالأفواه وكسفت الشمس وثار القتام وارتفع الغبار وضلت الألوية والرايات ومرت أوقات أربع صلوات، لأن القتال كان بعد صلاة الصبح واقتتلوا إلى نصف الليل، وذلك في شهر ربيع الأول سنة تسع وثلاثين.

قال الإمام أحمد بن حنبل في تاريخه وقال غيره في شهر ربيع الأول.

وكان أهل الشام يوم صفين خمسة وثلاثين ومائة وألفاً، وكان أهل العراق عشرين أو ثلاثين ومائة وألفاً.

ذكره الزبير بن بكار أبو عبد الله القاضي العدل قال: حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي، عن زكريا بن عيسى، عن ابن شهاب، عن محمد بن عمرو بن العاص وكان من شهد صفين وأبلى فيه وفيه يقول:

فلو شهدت جمل مقامي ومشهدي ... بصفين يوماً شاب منها الذوائب

غداة أتى أهل العراق كأنهم ... من البحر لج موجه متراكب

وجئناهم نمشي كأن صفوفنا ... سحائب غيث رفعتها الجنائب

ويروى: شهاب حريق رفعته الجنائب.

وقالوا لنا إنا نرى أن تبايعوا ... علياً فقلنا بل نرى أن نضارب

وطارت إلينا بالرماح كماتهم ... وطرنا إليهم بالأكف قواضب

إذا نحن قنا استهزموا عرضت لنا ... كتائب منهم واشمأزت كتائب

فلا هم يولون الظهور فيدبروا ... فراراً كفعل الخادرات الدرائب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015