واصوب قيلاً، لأن علياً لو تعاطى القود معهم لتعصب لهم قبائل وصارت حرباً ثالثة، فانتظر بهم إلى أن يستوثق الأمر وتنعقد عليه البيعة ويقع الطلب من الأولياء في مجلس الحكم فيجري القضاء بالحق.

قال ابن العربي أبو بكر ولا خلاف بين الأمة أنه يجوز للإمام تأخير القصاص إذا أدى إلى إثارة فتنة أو تشتيت الكلمة، وكذلك جرى لطلحة والزبير فإنهما ماخلعا علياً من ولاية ولا اعتراضاً عليه في ديانة، وإنما رأوا أن البداية بقتل أصحاب عثمان أولى.

وذكر ابن وهب قال: حدثني حرملة بن عمران عن يزيد بن أبي حبيب أنه سمعه يحدث محمد بن أبي زياد الثقفي قال: اصطحب قيس بن خرشة وكعب الكناني حتى إذا بلغا صفين وقف كعب ثم نظر ساعة فقال: لا إله إلا الله ليهراقن في هذه البقعة من دماء المسلمين ما لم يهرق ببقعة من الأرض، فغضب قيس ثم قال: وما يدريك يا أبا إسحاق ما هذا، فإن هذا من الغيب الذي استأثر الله تعالى به، فقال كعب: ما من سبر من الأرض إلا هو مكتوب في التواراة التي أنزل الله على موسى بن عمران ما يكون عليه إلى يوم القيامة.

أخبرنا شيخنا القاضي لسان المتكلمين أبو عامر بن الشيخ الفقيه الإمام أبي الحسين بن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري إجازة عن شيخه المحدث الثقة المؤرخ أبي القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال قال: حدثنا جماعة من شيوخنا رحمهم الله.

منهم الفقيه المفتي أبو محمد بن عنان قال: أنبأنا الإمام أبو عمر بن عبد البر فيما أجازه لنا بخطه قال: حدثنا خلف بن القاسم قال: حدثنا عبد الله بن عبد البر قال: حدثنا أحمد بن يحيى قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج قال: حدثني خالد أبو الربيع وأحمد بن صالح وأحمد بن عمر وابن السرح ويحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب فذكره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015