وكانت عائشة رضي الله عنها حاجة في السنة التي قتل فيها عثمان، وكانت مهاجرة له، فاجتمع طلحة والزبير ويعلى وقالوا لها بمكة: عسى أن تخرجي رجاء أن يرجع الناس إلى أمهم ويراعوا نبيهم وهي تمتنع عليهم، فاحتجوا عليها بقوله تعالى {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس} وقالوا لها: إن المتألبين على عثمان بالبصرة كثير فبلغت الأقضية مقاديرها.
فاصطف الناي للقتال ورموا علياً وأصحابه بالنبال، فقال علي: لا ترموا بسهم ولا تضربوا بسيف ولا تطعنوا برمح، فرمى رجل من عسكر القوم بسهم فقتل رجلاً من أصحاب علي فأتى به إلى علي فقال: اللهم أشهد ثم رمي آخر، فقتل رجلاً من أصحاب علي، فقال علي: اللهم أشهد ثم رمي آخر، فقال علي اللهم اشهد، وقد كان علي نادى الزبير يا أبا عبد الله: ادن إلي اذكرك كلاماً سمعته أنا وأنت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: علي الأمان.
فقال: على الأمان فبرز فأذكره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له وقد وجدهما يضحكان بعضهما إلى بعض «أما أنك ستقاتل علياً وأنت له ظالم» فقال الزبير: