دم.
فقال ذلك الرجل: كلا والله.
قلت: بلى والله.
قال: كلا والله.
قلت: بلى والله.
قال ثلاثاً كلا إنه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنيه قلت: بئس الجليس لي أنت منذ اليوم تسمعني أخالفك، وقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تنهني ثم قلت: ما هذا الغضب فأقبلت عليه أسائله فإذا الرجل حذيفة.
والجرعة: موضع بجهة الكوفة على طريق الحيرة قيده الحفاظ بفتح الجيم والراء، وقيده بعض رواة الحفاظ بإسكان الراء وهو يوم خرج فيه أهل الكوفة متألبين متعصبين ليردوا إلى عثمان بن عفان، وهو سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، وكتبوا إلى عثمان لا حاجة لنا في سعيدك ولا وليدك، وكان رده سنة أربع وثلاثين، وكتبوا إلى عثمان ان يولي عليهم أبا موسى الأشعري، فلم يزل والياً عليهم إلى أن قتل عثمان ولما سمع بقتله يعلى بن أمية التميمي الحنظلي أبو صفوان، أبي هريرة يقال له خالد أسلم يوم الفتح وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً والطائف وتبوك وكان صاحب الجند وصنعاء أقبل لينصره، فسقط عن بعيره في الطريق فانكسرت فخذه فقدم مكة بعد انقضاء الحج فخرج إلى المسجد وهو كسير على سرير، واستشرف إليه الناس واجنمعوا فقال: من خرج يطلب بدم عثمان فعلي جهازه فأعان الزبير بأربعمائة ألف وحمل سبعين رجلاً من قريش، وحمل رضي الله عنها على جمل أذب ويقال أذب لكثرة وبره اشتراه ابن أمية الحنظلي بمائتي دينار.
قاله ابن عبد البر