دخل حائطاً وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل يستأذن فقال: ائذن له وبشره بالجنة فإذا أبو بكر ثم جاء آخر يستأذن، فقال: ائذن له وبشره بالجنة فإذا عمر، ثم جاء آخر يستأذن فسكت هنيهة ثم قال ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه، فإذا عثمان بن عفان» .
لفظ البخاري ذكره في مناقب عثمان.
وقد قيل: إن الصحيح في مقتله رضي الله عنه أنه لم يتعين له قاتل معين بل أخلاط الناس وهم رعاع جاءوا من مصر ومن غير قطر، وجاء الناس إلى عثمان فيهم عبد الله بن عمر متقلداً سيفه وزيد بن ثابت، فقال له زيد بن ثابت: إن الأنصار بالباب يقولون إنشئت كنا أنصار الله مرتين.
قال: لا حاجة لي في ذلك كفواً، وكان معه في الدار الحسن والحسين وابن عمر وعبد الله بن الزبير وأبو هريرة وعبد الله بن عامر بن ربيعة ومروان بن الحكم كلهم يحملون السلاح، فعزم عليهم في وضع أسلحتهم وخروجهم ولزوم بيتهم، فقال له الزبير ومروان: نحن نعزم على أنفسنا أن لا نبرح، فضاق عثمان رضي الله عنه من الحصار ومنع من الماء حتى أفطر على ماء البحر الملح.
قال الزبير بن بكار: حاصروه شهرين وعشرين يوماً، وقال الواقدي حاصروه تسعة وأربعين يوماً ففتح الباب فخرج الناس وسلموا له راية في إسلام نفسه.