فصل
قوله: «ويل للعرب من شر قد اقترب» قد تقدم معنى الويل، والمراد هنا الحزن.
قاله ابن عرفة.
فأخبر عليه الصلاة والسلام بما يكون بعده من أمر العرب وما يستقبلهم من الويل والحرب، وقد وجد ذلك بما استؤثر عليهم به من الملك والدولة والأموال والإمارة، فصار ذلك في غيرهم من الترك والعجم وتشتتوا في البراري بعد أن كان العز والملك والدنيا لهم ببركته عليه الصلاة والسلام، وما جاءهم به من الدين والإسلام، فلمالم يشكروا النعمة وكفروها بقتل بعضهم بعضاً، وسلب بعضهم أموال بعض سلبها الله منهم ونقلها إلى غيرهم كما قال تعالى {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم} ولهذا لما قالت زينب في سياق الحديث: «أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث» .
فصل
قال علماؤنا رحمة الله عليهم: قولها أنهلك وفينا الصالحون؟ قول: «نعم إذا كثر الخبث» .
دليل على أن البلاء قد يرفع عن غير الصالحين إذا كثر الصالحون.
فأما إذا كثر المفسدون وقل الصالحون هلك المفسدون والصالحون معهم إذا لم يأمروا بالمعروف ويكرهوا ما صنع المفسدون، وهو معنى قوله {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} بل يعم شؤمها من تعاطاها ومن رضيها هذا بفساده وهذا برضاه وإقراره على ما نبينه.