كقوله عليه الصلاة والسلام: «مه إنكن صواحب يوسف» وقوله «كأنها الضلل» ، الظلل السحاب والظلة السحابة ومنه قوله تعالى: {فأخذهم عذاب يوم الظلة} وقول الرجل بجهله: كلا والله معناه الجحد بمعنى لا والله.
وقيل: هي بمعنى الزجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بلى والذي نفسي بيده» وبلى للنفي استفهاماً كان أو خبراً أو نهياً، فالاستفهام {ألست بربكم} و {أليس ذلك بقادر} جوابه: بلى هو قادر ومثال الخبر {لن تمسنا النار} جوابه قالوا: بل تمسكم.
ومثال النهي لا تلق زيداً، جوابه: بلى لألقينه.
قال أبو الخطاب بن دحية: وقوله صبا هكذا قيدناه بضم الصاد وتشديد الباء على مثال غر.
والأساود: نوع من الحيات عظام فيها سوداء وهو أخبثها والصب منها التي روى تنهش ثم ترتفع ثم تنصب.
شبههم فيما يتولونه من الفتن والقتل والأذى بالصب من الحيات.
قال المؤلف رحمه الله: الأساود جمع أسود وهو الحية وصباً جمع كغار وغز، وهو الذي يميل ويلتوي وقت الهش ليكون أنكي في اللدغ وأشد صباً للسم، ويجوز أن يكون جمع أصب وهو الذي كأنه عند الهش انصباباً والأول من صبا إذا مال والثاني من صب إذا سكب.