يا مقيماً قد حان منه رحيل ... بعد ذاك الرحيل يوم عصيب
إن للموت سكرة فارتقبها ... لا يداويك إذا أتتك طبيب
ثم تثوى حتى تصير رهيناً ... ثم يأتيك دعوة فتجيب
بأمور المعاد أنت عليم ... فاعلمن جاهداً لها يا أريب
وتذكر يوماً تحاسب فيه ... إن من يذكر الممات ينيب
ليس في ساعة من الدهر إلا ... للمنايا عليك فيها رقيب
كل يوم ترميك منها بسهم ... إن يخطىء يوماً فسوف يصيب
وله أيضاً رضي الله عنه:
ثلاث وستون قد جزتها ... فماذا تؤمل أو تنتظر
وحل عليك نذير المشيب ... فما ترعوي أو فما تزدجر
تمر الليالي مراً حثصيثاً ... وأنت على ما ألاى مستمر
فلو كنت تعقل ما ينقضي ... من العمر لاعتضت خيراً بشر
فما لك ـ ويحك ـ لا تستعد إذن ... لدار المقام ودار المقر
أترغب عن فجأة للمنون ... وتعلم أن ليس منها وزر
فإما إلى الجنة أزلفت ... وإما إلى سقر تستعر