وقد روى الترمذي «عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قدم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحلم كانوا له حصناً حصيناً من النار.
قال أبو ذر قدمت اثنين قال واثنين.
فقال أبي بن كعب سيد القراء قدمت واحداً.
قال وواحداً ولكن إنما ذاك عند الصدمة الأولى» .
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
خرجه ابن ماجه أيضاً.
وفي هذا كله دليل على أن أطفال المسلمين في الجنة لأن الرحمة إذا نزلت بآبائهم استحال أن يرحموا من أجل من ليس بمرحوم.
قال أبو عمر بن عبد البر: وهذا إجماع من العلماء في أن أطفال المسلمين في الجنة ولم يخالف في ذلك إلا فرقة شذت من المجرة، فجعلتهم في المشية وهو قول مهجور مردود بإجماع الحجة الذين لا يجوز مخالفتهم ولا يجوز على مثلهم الغلط.
إلا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من أخبار الآحاد الثقات العدول وأن قوله صلى الله عليه وسلم: «الشقي من شقى في بطن أمه وأن الملك ينزل فيكتب أجله ورزقه» الحديث مخصوص.
وأن مات من أطفال المسلمين قبل الاكتساب فهو ممن سعد وهو في بطن أمه ولم يشق بدليل الأحاديث والإجماع.
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة: «إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلاً، وهم في أصلاب آبائهم، وخلق النار، وخلق لها أهلاً وهم في أصلاب آبائهم» ساقط ضعيف مردود بالإجماع والآثار، وطلحة بن يحيى الذي