قال الحليمي في كتاب منهاج الدين: وقد توقف في ولدان المسلمين من توقف في ولدان المشركين وقال: إذا كان كل منهم يعامل بما عمل الله تعالى منه أنه فاعله لو بلغه فكذلك ولدان المسلمين.
واحتج بأن صبياً صغيراً مات لرجل من المسلمين، فقالت إحدى نساء النبي صلى الله عليه وسلم: طوبى له عصفور من عصافير الجنة.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وما يدريك إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلاً، وخلق النار وخلق لها أهلاً» ، قال: فهذا يدل على أنه لا يمكن أن يقطع في أطفال المسلمين بشيء.
قال الحليمي: وهذا الحديث يحتمل أن يكون إنكاراً النبي صلى الله عليه وسلم على التي قطعت بأن الصبي في الجنة لأن القطع بذلك قطع بإيمان أبويه، وقد يحتمل أن يكون منافقين فيكون الصبي ابن كافرين فيخرج هذا على قول من يقول: قد يجوز أن يكون ولدان المشركين في النار، وقد يحتمل أن يكون أنكر ذلك لأنه لم يكن أنزل عليه في ولدان المسلمين شيء ثم أنزل عليه قوله تعالى: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم} وقد قريء: وأتبعناهم ذريتهم، فأخبر تعالى أن الذين آمنوا في الحياة الدنيا جعل ذرياتهم أتباعهم في الإيمان وأنه يلحق بهم ذرياتهم في الآخرة، فثبت بذلك أن ذراري المسلمين في الجنة، وقال النبي: «سألت ربي أن يريني أهل الجنة وأهل النار فجاءني جبريل وميكائيل عليهما السلام في النور فقالا: انطلق يا أبا القاسم إلى أن قال وأنا أسمع لغط الصبيان، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هم ذرية أهل الإسلام الذين يموتون، قبل آبائهم يكفل بهم عليه السلام حتى يلحق آباؤهم» ، فدل أنهم في الجنة.