قال: إذا توجه أهل الجنة إلى الجنة مروا بشجرة يخرج من تحت ساقها عينان فيشربون من إحداهما فتجري عليهم بنضرة النعيم فلا تتغير أبشارهم ولا تشتعث أشعارهم أبداً، ثم يشربون من الأخرى فيخرج ما في بطونهم من الأذى ثم تستقبلهم خزنة الجنة فتقول لهم: {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} .
وذكره ابن المبارك قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي أنه تلا هذه الآية {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها} وجدوا عند باب الجنة شجرة يخرج من ساقها عينان، فعمدوا إلى أحداهما كأنما أمروا بها فاغتسلوا منها فلم تشعث رؤوسهم بعدها أبداً ولم تغير جلودهم بعدها أبداً كأنما دهنوا بالدهن، ثم عمدوا إلى الأخرى فشربوا منها فطهرت أجوافهم وغسلت كل قدر فيها وتتلقاهم على كل باب من أبواب الجنة ملائكة {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} ، ثم تتلقاهم الولدان يطيفون بهم كما يطيف ولدان الدنيا بالحميم يجيء من الغيبة يقولون: أبشر أعد الله لك كذا وكذا، ثم يذهب الغلام منهم إلى الزوجة من أزواجه فيقول قد جاء فلان باسمه الذي كان يدعى في الدنيا فتقول له: أنت رأيته؟ فيستخفها الفرح حتى تقوم على أسكفة الباب، ثم ترجع فتجيء فتنظر إلى تأسيس بنيانه من جندل اللؤلؤ أخضر وأصفر وأحمر من كل لون ثم يجلس فينظر فإذا زرابي مبثوثة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة ثم يرفع رأسه إلى سقف بنيانه فلولا أن الله قدر ذلك لأذهب