والحمد لله.
وقد تقدم: أن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله فالجهاد يحصل مائة درجة، وقراءة القرآن تحصل جميع الدرجات، والله المستعان على ذلك والإخلاص فيه بمنه وفضله.
قال الله تعالى: {لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية} الآية.
وقال: {إلا من آمن وعمل صالحاً فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون} وقال: {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا} .
وروى مسلم «عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغائر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا يا رسول الله: تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين» .
وخرج الترمذي الحكيم، أخبرنا صالح بن محمد قال: «حدثنا سليمان بن عمرو عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا} وقوله {هم في الغرفات آمنون} قال: الغرفة من ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء أو درة بيضاء ليس فيها فصم ولا وصل، وإن أهل الجنة ليتراءون الغرفة منها كما تتراءون الكوكب الشرقي أو الغربي في أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما» .
قال: «وحدثنا صالح بن عبد الله وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر قالوا: حدثنا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن