باب منه

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤمر يوم القيامة بأناس إلى الجنة، حتى إذا دنوا منها واستنشقوا رائحتها ونظروا إلى قصورها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها نودوا أن أصرفوهم عنها لا نصيب لهم فيها، فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون والآخرون بمثلها، فيقولون: يا ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما رأيتنا من ثوابك وما أعددت فيها لأوليائك كان أهون علينا، قال: ذلك أردت بكم، كنتم إذا خلوتم بي بارزتموني بالعظائم، وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين، تراءون الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم، هبتم الناس ولم تهابوني، وأجللتم الناس ولم تجلوني، وتركتم للناس ولم تتركوا لي، فاليوم أذيقكم العذاب الأليم مع ما حرمتكم من الثواب» .

ذكره أبو حامد رحمه الله.

باب ما جاء في ميراث أهل الجنة منازل أهل النار

جاء في الخبر «عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى جعل لكل إنسان مسكناً في الجنة ومسكناً في النار، فأما المؤمنون فيأخذون منازلهم ويرثون منازل الكفار، وتجعل الكفار في منازلهم من النار» .

وخرجه ابن ماجه بمعناه «عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منكم من أحد إلا له منزلان: منزل في الجنة ومنزل في النار، فإذا مات فدخل النار ورث أهل الجنة منزله، فذلك قوله تعالى {أولئك هم الوارثون} » إسناده صحيح.

قلت: وهذا بين في أن لكل إنسان منزلاً في الجنة ومنزلاً في النار كما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015