ومعنى قوله: ويضعها على اليهود النصارى أنه يضاعف عليهم عذاب ذنوبهم
، حتى يكون عذابهم بقدر جرمهم وجرم ومذنبي المسلمين، لو أخذوا بذلك، لأنه تعالى يأخذ أحداً بذنب أحد، كما قال تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} وله سبحانه أن يضاعف لمن يشاء العذاب، ويخفف عمن يشاء بحكم إرادته ومشيئته.
إذ لا نسأل عن فعله.
قالوا وقوله في الرواية الأخرى: «لا يموت رجل مسلم إلا أدخل مكانه يهودياً أو نصرانياً» ، فمعنى ذلك أن المسلم المذنب لما كان يستحق مكاناً من النار بسبب ذنوبه، وعفا الله عنه وبقي مكانه خالياً منه، أضاف الله تعالى ذلك المكان إلى يهودي أو نصراني ليعذب فيه زيادة على تعذيب مكانه الذي يستحقه بحسب كفره، ويشهد لهذا قوله عليه السلام «في حديث أنس للمؤمن الذي يثبت عند السؤال في القبر فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة» .
قلت: قد جاءت أحاديث دالة على أن لكل مسلم مذنباً كان أو غير مذنب.
منزلين: منزلاً من الجنة.
ومنزلاً من النار، وذلك هو معنى قوله تعالى {أولئك هم الوارثون} أي يرث المؤمنون منازل الكفار، ويجعل الكفار في منازلهم في النار على ما يأتي بيانه، وهو مقتضى «حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا وضع في قبره» الحديث وقد تقدم.
إلا أن هذه الوراثة تختلف.
فمنهم من يرث ولا حساب، ومنهم من يرث بحسابه وبمناقشته وبعد الخروج من النار، حسب ما تقدم من أحوال الناس.
والله أعلم.
وقد يحتمل أن يسمى الحصول على الجنة وراثة من حيث حصولها