فيقال: هذا فداؤك من النار» .
قلت: هذان الحديثان وإن كان إسنادهما ليس بالقوي ـ قال الدارقطني: جبارة بن المغلس متروك ـ فإن معناهما صحيح بدليل حديث مسلم.
«عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة دفع الله لكل مسلم يهودياً أو نصرانياً فيقول: هذا فكاكك من النار» .
وفي رواية أخرى: «لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه من النار يهودياً أو نصرانياً» .
قال فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات: أن أباه حدثه عن رسول الله، قال: فحلف له.
فصل: قال علماؤنا رحمة الله عليهم: هذه الأحاديث ظاهرها الإطلاق والعموم وليس كذلك، وإنما هي في ناس مذنبين تفضل الله تعالى عليهم برحمته ومغفرته، فأعطى كل إنسان منهم فكاكاً من النار من الكفار، واستدلوا بحديث أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى» .
وخرجه مسلم «عن محمد بن عمرو بن عياد بن جبلة بن أبي رواد.
قال حدثنا حرمي بن عمارة، قال: حدثنا شداد أبو طلحة الراسبي، عن عباس، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قالوا: وما معنى فيغفرها لهم؟ أي: يسقط المؤاخذة عنهم بها حتى كأنهم لم يذنبوا» .