ويستحق لأحكامه، وهو كمن لم ينتفع بعمله.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه» ، وقد تقدم.
«وروى أبو أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم يجرون قصبهم في نار جهنم، فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن الذين كنا نأمر الناس بالخير وننسى أنفسنا» .
وقوله: تندلق، أي: تخرج، والاندلاق، الخروج بسرعة، يقال: اندلق السيف، خرج من غمده.
وروي فتنفلق، بدل فتندلق.
والأقتاب: الأمعاء، واحدها: قتب، بكسر القاف.
وقال الأصمعي: واحدها: قتيبة، ويقال لها أيضاً: الأقصاب، واحدها: قصبة، قاله أبو عبيد.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: «رأيت عمرو بن لحى يجر قصبه في النار، وهو أول من سيب السوائب» .
قلت: إن قال قائل: قد تقدم من حديث أبي سعيد الخدري أن من ليس من أهل النار إذا دخلوها أحرقوا فيه وماتوا، على ما ذكرتموه في أصح القولين، وهذه الأحاديث التي جاءت في العصاة بخلاف، فكيف الجمع بينهما؟ .
قيل له: الجمع ممكن.
وذلك ـ والله أعلم ـ أن أهل النار الذين هم أهلها، كما قال الله تعالى {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب}