شكا إلي جملي طول السرى ... صبراً جميلاً فكلانا مبتلى
والأول أصح إذ لا استحالة في ذلك، وقد قال تعالى وهو أصدق القائلين {إن الحكم إلا لله يقص الحق} الآية وقد تقدم من كلامها: لا إله إلا الله وعزتك وجلالك، وقال {كلا إنها لظى * نزاعة للشوى} الآية أي أدبر عن الإيمان، وتولى أي أعرض عن أتباع الحق وجمع يعني المال، فأوعى أي جعله في الوعاء أي كنزه ولم ينفقه في طاعة الله تعالى.
قال ابن عباس: تدعو المنافق والكافر بلسان فصيح ثم تلتقطهم كما يلتقط الطائر الحب.
قلت: قول ابن عباس هذا قد جاء معناه مرفوعاً، وهو يدل على أن المراد بالشكوى والحجة الحقيقية.
«ذكر رزين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كذب علي معتمداً فليتبوأ بين عيني جهنم مقعداً قيل يا رسول الله: ولها عينان؟ قال: أما سمعتم الله يقول {إذا رأتهم من مكان بعيد} الآية.
يخرج عنق من النار له عينان يبصران ولسان فيقول: وكلت بمن جعل مع الله إلهاً آخر فلو أبصر بهم من الطير بحب السمسم فيلتقطه»