لغلى دماغه حتى يسيل من حرها، وإن جهنم لتزفر زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر جاثياً على ركبتيه ويقول: نفسي نفسي] .

فصل: قوله: [اشتكت النار شكواها إلى ربها بأن أكل بعضها بعضاً] محمول على الحقيقة لا على المجاز، إذ لا إحالة في ذلك.

وليس من شرط الكلام عند أهل السنة في القيام بالجسم إلا الحياة وأما البنية واللسان والبلة، فليس من شرطه وليس يحتاج في الشكوى إلى أكثر من وجود الكلام.

وأما الاحتجاج في قوله عليه السلام: «احتجت النار والجنة» فلا بد فيه من العلم والتفطن للحجة.

وقيل: إن ذلك مجاز عبر عنه بلسان الحال، كما قال عنترة:

فازور من وقع القنا بلبانه ... وشكا إلي بغبرة وتجمحم

وقال آخر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015