عن معمر راشد، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ الله من القضاء بين خلقه أخرج كتاباً من تحت العرش: إن رحمتي سبقت غضبي فأنا أرحم الراحمين.
قال فيخرج من النار مثل أهل الجنة أو قال مثلي أهل الجنة قال: وأكثر ظني أنه قال مثلي أهل الجنة مكتوب بين أعينهم عتقاء الله» .
فصل: هذا الحديث بين أن الإيمان يزيد وينقص حسب ما بيناه في آخر سورة آل عمران من كتاب جامع أحكام القرآن فإن قوله: أخرجوا من في قلبه مثقلا دينار ونصف دينار وذرة يدل على ذلك وقوله: من خير يريد من إيمان وكذلك ما جاء ذكره في الخبر في حديث قتادة عن أنس وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ما يزن برة ما يزن ذرة أي من الإيمان بدليل الرواية الأخرى التي رواها معبد بن هلال العنبري «عن أنس وفيها فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال: انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه منها فأنطلق فأفعل» .
الحديث بطوله أخرجه مسلم فقوله: «من إيمان» أي من أعمال الإيمان التي هي أعمال الجوارح، فيكون فيه دلالة على أن الأعمال الصالحة من شرائع الإيمان ومنه قوله تعالى {وما كان الله ليضيع إيمانكم} أي صلاتكم.
وقد قيل: إن المراد في هذا الحديث أعمال القلوب كأنه يقول: أخرجوا من عمل عملاً بنية من قلبه كقوله «الأعمال بالنيات»