الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل» فقال رجل من القوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان يرعى الغنم بالبادية.
فصل: هذه الموتة للعصاة موتة حقيقية لأنه أكدها بالمصدر، وذلك تكريماً لهم حتى لا يحسوا ألم العذاب بعد الاحتراق بخلاف الحي الذي هو من أهلها ومخلد فيها {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب} وقيل: يجوز أن تكون إماتتهم عبارة عن تغيبه إياهم عن آلامها بالنوم، ولا يكون ذلك موتاً على الحقيقة، فإن النوم قد يغيب عن كثير من الآلام والملاذ، وقد سماه الله موتاً.
فقال الله تعالى {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها} فهو وفاة وليس بموت على الحقيقة الذي هو خروج الروح عن البدن، وكذلك الصعقة قد عبر الله بها الموت في قوله تعالى {فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} .
وأخبر عن موسى عليه السلام أنه خر صعقاً ولم يكن ذلك موتاً على الحقيقة غير أنه لما غيب عن أحوال المشاهدة من الملاذ والآلام جاز أن يسمى موتاً، وكذلك يجوز أن يكون أماتهم غيبهم عن الآلام وهم أحياء بلطيفة يحدثها الله فيهم، كما غيب النسوة اللاتي قطعن أيديهن بشاهد ظهر لهن فغيبهن فيه عن آلامهن، والتأويل الأول أصح لما ذكرناه على الحقيقة كما أن أهلها أحياء على الحقيقة وليسوا بأموات.
فإن قيل: فما معنى إدخالهم النار وهم فيها غير عالمين؟