قوله: فإنكم ترونه كذلك هذا تشبيه للرؤية وحالة الرائي لا المرئي، لأن الله سبحانه لا يحاط به وليس كمثله شيء ولا يشبهه شيء.

وقوله: فيأيتهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون هذا موضع الامتحان ليميز المحق من المبطل وذلك أنه لما بقي المنافقون والمراؤون متلبسين بالمؤمنين والمخلصين زاعمين أنهم منهم وأنهم عملوا مثل أعمالهم وعرفوا الله مثل معرفتهم.

امتحنهم الله بأن أتاهم بصورة قالت الجميع أنا ربكم.

فأجاب المؤمنون بإنكار ذلك والتعوذ منه لما قد سبق لهم من معرفتهم بالله عز وجل في دار الدنيا وأنه منزه عن صفات هذه الصور إذ سماتها سمات المحدثين.

ولهذا قال في حديث أبي سعيد الخدري فيقولون: نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئاً مرتين أو ثلاثاً حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب.

قال شيخنا أبو العباس أحمد بن عمر في كتاب المفهم لشرح اختصار مسلم كتاب مسلم، وهذا لمن لم يكن له رسوخ العلماء، ولعلهم الذين اعتقدوا الحق وجزموا عليه من غير بصيرة ولذلك كان اعتقادهم قابلاً للانقلاب.

والله أعلم.

قلت: ويحتمل أن يكونوا المنافقين والمرائين وهو أشبه والله أعلم.

لأن في الامتحان الثاني يتحقق ذلك لأن في حديث أبي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015