الموقف أن أجسامهم قرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله تعالى لهم» .

هذا حديث غريب من حديث جابر الجعفي وقتادة وتفرد به قتادة عن جابر عن ابن عباس عن مجاعة ابن الزبير.

«وروى الحسين بن علي رضوان الله عليهما قال: قال لي جدي صلى الله عليه وسلم: يا بني عليك بالقناعة تكن أغنى الناس وأد الفرائض تكن أعبد الناس.

يا بني إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان يصب عليهم الأجر صباً وقرأ صلى الله عليه وسلم {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} » ذكره أبو الفرج الجوزي في كتاب روضة المشتاق.

فصل: فإن قيل: أما وزن أعمال المؤمنين فظاهر وجهه فتقابل الحسنات بالسيئات فتوجد حقيقة الوزن والكافر لا يكون له حسنات، فما الذي يقابل بكفره وسيئاته وأن يتحقق في أعماله الوزن؟ .

فالجواب: إن ذلك على الوجهين.

أحدهما: أن الكافر يحضر له ميزان فيوضع كفره أو كفره وسيئاته في إحدى كفتيه، ثم يقال له: هل لك من طاعة تضعها في الكفة الآخرى؟ فلا يجدها فيشال الميزان فترتفع الكفة الفارغة وتقع الكفة المشغولة، فذلك خفة ميزانه وهذا ظاهر الآية، لأن الله تعالى وصف الميزان بالخفة لا الموزون، وإذا كان فارغاً فهو خفيف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015