ذلك» .
فصل: قوله عليه السلام «فأول مايتكلم من الإنسان فخذه» يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون ذلك زيادة في الفضيحة والخزي على ما نطق به الكتب في قوله: {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق} لأنه كان في الدنيا يجاهر بالفواحش ويخلو قلبه عندها من ذكر الله تعالى فلا يفعل ما بفعل خائفاً مشفقاً فيجزيه الله بمجاهرته بفحشه على رؤوس الأشهاد.
والوجه الآخر: أن يكون هذا فيمن يقرأ كتابه ولا يعرف بما ينطق به بل يجحد فيختم الله على فيه عند ذلك، وتنطق منه الجوارح التي لم تكن ناطقة في الدنيا فتشهد عليه سيئاته، وهذا أظهر الوجهين يدل عليه أنهم يقولون لجلودهم أي لفروجهم في قول زيد بن أسلم.
لم شهدتم علينا؟ فتمردوا في الجحود فاستحقوا من الله الفضح والإخزاء.
نعوذ بالله منهما.
فصل: قوله [وتركتك ترأس وتربع] أي ترأس على قومك بأن يكون رئيساً عليهم ويأخذ الربع مما يحصل لهم من الغنائم والكسب، وكانت عادتهم أن أمراءهم كانوا يأخذون من الغنائم الربع ويسمونه المرباع قال شاعرهم:
لك المرباع منها والصفايا ... وحكمك والنشيطة والفضول
وقال آخر:
منا الذي ربع الجيوش لصلبه ... عشرون وهو يعد في الأحياء
يقال: ربع الجيش يربعه إذا أخذ ربع الغنيمة.