فصل: قلت: وهذا لبعض الناس ممن أراد الله بها أن لا يعذبه بل يعفو عنه ويغفر له ويرضى عنه خصمه وقد يكون هذا في الظالمين الأوابين وهو قوله تعالى {إنه كان للأوابين غفوراً} والأواب: الذي أقلع عن الذنب فلم يعد إليه.
كذا تأوله أبو حامد، وهو تأويل حسن أو يكون ذلك فيمن يكون له خبيثة حسنة من عمل صالح يغفر الله له به ويرضى خصماؤه كما تقدم، وظاهر حديث أنس الخصوص بذينك الرجلين لقوله رجلان، ولفظ التثنية لا يقتضي الجمع إلا ما روي في الحديث: «مثل المنافق كالشاة العابرة بين الغنمين» خرجه مسلم وليس هذا موضعه، ولو كان ذلك في جميع الناس ما دخل أحد النار، وكذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم «ينادي مناد من تحت العرش يوم القيامة يا أمة محمد أما ما كان لي قبلكم فقد وهبته لكم وبقيت التبعات فتواهبوها وادخلوا الجنة برحتمي» ما دخل أحد النار وهذا واضح فتأمله.
روى ابن ماجه «عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نحن آخر الأمم وأول من يحاسب يقال: أين الأمة الأمية ونبيها؟ فنحن الآخرون الأولون» .
وفي رواية عن ابن عباس رضي الله عنهما: «فتفرج لنا الأمم عن طريقنا فنمضي غرا محلجين من