وروي عن ابن عباس في رواية أخرى: أن البهائم تحشر وتبعث قال أبو ذر، وأبو هريرة، وعمرو بن العاص، والحسن البصري وغيرهم وهو الصحيح لقوله تعالى: {وإذا الوحوش حشرت} وقوله {ثم إلى ربهم يحشرون} ، قال أبو هريرة: يحشر الله الخلق كلهم يوم القيامة البهائم والطير والدواب وكل شيء فيبلغ من عدل الله أن يأخذ للجماء من القرناء، ثم يقول: كوني تراباً فذلك قوله تعالى حكاية عن الكفار {ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا} ونحوه عن ابن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص، وفي الخبر: إن البهائم إذا صارت تراباً يوم القيامة حول ذلك التراب في وجوه الكفار، فذلك قوله تعالى {وجوه يومئذ عليها غبرة} أي غبار وقالت طائفة: الحشر في قوله تعالى {ثم إلى ربهم يحشرون} راجع الكفار.
وما تخلل من قوله تعالى {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء} كلام معترض وإقامة حجج، وأما الحديث فالمقصود منه التمثيل على جهة تعظيم أمر الحساب والقصاص فيه حتى يفهم منه أنه لا بد لكل أحد منه وأنه لا