عن إذنه، وهو كقولهم أيضاً: قتل الأمير فلاناً، وضرب فلاناً، وليس المراد توليه لهذه الأفعال وتصديه لهذه الأعمال، ولكن المقصود صدورها عن أمره، وقد ورد في صحيح الأحاديث أن الملائكة ينادون على رؤوس الأشهاد فيخاطبون أهل التقى والرشاد: ألا إن فلان ابن فلان كما تقدم.
ومثله ما جاء في حديث التنزيل مفسراً فيما أخرجه النسائي «عن أبي هريرة رضي الله عنه وأبي سعيد قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر منادياً يقول: هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ هل من سائل يعطى؟» صححه أبو محمد عبد الحق، وكل حديث اشتمل على ذكر الصوت أو النداء، فهذا التأويل فيه وأن ذلك من باب حذف المضاف.
والدليل على ذلك ما ثبت من قدم كلام الله تعالى على ما هو مذكور في كتاب الديانات.