هول الموقف وهي الخاصة به صلى الله عليه وسلم وقوله: «أقول يا رب أمتي أمتي» اهتمام بأمر أمته وإظهار محبته فيهم وشفقته عليهم، وقوله: فيقال يا محمد ادخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه يدل على أنه شفع فيما طلب من تعجيل حساب أهل الموقف، فإنه لما أمر بإدخال من لا حساب عليه من أمته، فقد شرع في حساب من عليه حساب من أمته وغيرهم.
وكان طلبه هذه الشفاعة من الناس بإلهام من الله تعالى لهم حتى يظهر في ذلك اليوم مقام نبيه صلى الله عليه وسلم المحمود الذي وعده، ولذلك قال كل نبي: لست لها لست لها حتى انتهى الأمر إلى محمد صلى الله عليه وسلم فقال: «أنا لها» .
وروى مسلم، «عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجمع الله الناس يوم القيامة فيهتمون لذلك» .
وفي رواية فيلهمون فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا.
قال: فيأتون آدم وذكر الحديث.
وذكر أبو حامد أن بين إتيانهم من آدم إلى نوح ألف عام، وكذا بين كل نبي إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
وذكر أيضاً أن الناس في الموقف على طبقات مختلفة وأنواع متباينة بحسب جرائمهم، كمانع الزكاة والغال والغادر على ما يأتي بيانه، وآخرون قد عظمت فروجهم وهي تسيل صديداً يتأذى بنتنها جيرانهم، وآخرون قد صلبوا على جذوع النيران، وآخرون قد خرجت ألسنتهم على صدورهم أقبح