العبوس فهو الذي يعبس فيه سمي باسم ما يكون فيه، كما يقال ليل قائم ونهار صائم وكلوح الوجه، وعبوسه هو قبض ما بين العينين وتغير السحنة عن عادتها الطلقة.

يقال: يوم طلق إذا كانت شمسه نيرة فاترة وإذا كانت شمسه مدجية قد غطاها السحاب.

قيل: يوم عبوس وأول العبوس والكلوح عند الخروج من القبور ورؤية الأعمال في الصور القبيحة كما تقدم، وآخر ذلك كلوح النار وهو الكلوح الأعظم يشوي الوجوه ويسقط الجلود على ما يأتي، ومع العبوس تشخص الأبصار وهي ثبوتها راكدة على منظر واحد لهول لا ينتقل منه إلى غيره كما قال سبحانه {ليوم تشخص فيه الأبصار} .

ومنها: يوم تبلى السرائر.

ومعناه إخراج المخبآت بالاختبار بوزن الأعمال في الصحف ويكشف الساق عند السجود على ما يأتي.

ومنها: يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً.

وهو مثل قوله {واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون} وقال: {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً} فكل نفس بما كسبت رهينة لا يغنى أحد عن أحد شيئاً، بل ينفصل كل واحد عن أخيه وأبيه، ولذلك كان يوم الفصل ويوم الفرار.

قال الله تعالى: {إن يوم الفصل كان ميقاتاً} وقال تعالى: {يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه * لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه} أما إنه يجزي ويقضي ويعطي ويغني بغير اختياره من حسناته ما عليه من الحقوق على ما يأتي بيانه في أحاديث المفلس إن شاء الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015