قال علماؤنا: واعلم أن كل ميت مات فقد قيامته، ولكنها قيامة صغرى وكبرى، فالصغرى هي ما يقوم على كل إنسان في خاصته من خروج روحه وفراق أهله وانقطاع سعيه وحصوله على عمله.
إن كان خيراً فخير وإن كان شراً فشر، والقيامة الكبرى هي التي تعم الناس وتأخذهم أخذة واحدة، والدليل على أن كل ميت يموت فقد قامت قيامته قول النبي صلى الله عليه وسلم لقوم من الأعراب وقد سألوه متى القيامة؟ فنظر إلى أحدث إنسان منهم فقال: «إن يعش هذا لم يدركه الهرم قامت عليكم ساعتكم» أخرجه مسلم وغيره، وقال الشاعر:
خرجت من الدنيا وقامت قيامتي ... غداة أقيل الحاملون جنازتي
وعجل أهلي حفر قبري وصبروا ... خروجي وتعجيلي إليه كرامتي
كأنهم لم يعرفوا قط سيرتي ... غداة أتى يومي علي وساعتي
ومنها: يوم النفخة.
قال الله تعالى {يوم ينفخ في الصور} وقد مضى القول فيه.
ومنها: يوم الزلزلة ويوم الرجفة.
قال الله تعالى {يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة} وقد تقدم.
ومنها: يوم الناقور كقوله تعالى {فإذا نقر في الناقور} وقد تقدم القول فيه والحمد لله.