وبعد ما تضع، وإنما خص العشار بالذكر لأنها أعز ما يكون على العرب، فأخبر أنه تعطل يوم القيامة.
ومعناه: أنهم إذا قاموا من قبورهم وشاهد بعضهم بعضاً ورأوا الوحوش والدواب محشورة وفيها عشارهم التي كانت أنفس أموالهم لم يعبئوا بها ولم يهمهم أمرها، ويحتمل تعطل العشار إبطال الله تعالى أملاك الناس عما كان ملكهم إياها في الدنيا، وأهل العشار يرونها فلا يجدون إليها سبيلاً.
وقيل: العشار السحار يعطل مما يكون فيه وهو الماء فلا يمطر.
وقيل: العشار الديار تعطل فلا تسكن.
وقيل: الأرض التي يعشر زرعها تعطل فلا تزرع.
والقول الأول أشهر وعليه من الناس الأكثر.
وقوله: {وإذا الوحوش حشرت} أي جمعت والحشر الجمع وقد تقدم.
وقوله: {وإذا البحار سجرت} أي أوقدت وصارت ناراً.
رواه الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنه وقال قتادة: غار ماؤها فذهب، وقال الحسن والضحاك: فاضت.
قال ابن أبي زمنين {سجرت} حقيقته ملئت فيقضي بعضها إلى بعض فتصير شيئاً واحداً وهو معنى قول الحسن