بيضاوين فيلبسهما ثم يقعد مستقبل العرش، ثم أوتي بكسوتي فألبسها فأقوم عن يمينه قياماً لا يقومه أحد غيري يغبطني فيه الأولون والآخرون» وذكر الحديث.
وخرج البيهقي بإسناده في كتاب الأسماء والصفات «عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم تحشرون حفاة عراة، وأول من يكسى من الجنة إبراهيم عليه السلام يكسى حلة من الجنة ويؤتى بكرسي فيطرح عن يمين العرش، ويؤتى بي فأكسى حلة من الجنة لا يقوم لها البشر، ثم أوتي بكرسي فيطرح لي على ساق العرش» وهذا نص بأن إبراهيم أول من يكسى، ثم نبينا بإخباره صلى الله عليه وسلم فطوبى ثم طوبى لمن كسي في ذلك الوقت من ثياب الجنة، فإنه من لبسه فقد لبس جبة تقيه مكاره الحشر وعرقه وحر الشمس وغير ذلك من أهواله.
فصل: وتكلم العلماء في حكمة تقديم إبراهيم عليه السلام بالكسوة فروي أنه لم يكن في الأولين والآخرين لله عز وجل عبد أخوف من إبراهيم عليه السلام، فتعجل له كسوته أماناً له ليطمئن قلبه، ويحتمل أن يكون ذلك لما جاء به الحديث من أنه أول من أمر بلبس السراويل إذا صلى مبالغة في التستر، وحفظاً لفرجه من أن يماس مصلاه ففعل ما أمر به فيجزى بذلك أن يكون أول من يستر يوم القيامة،