الماء أو مما رزقكم الله} وأن أهل الجنة ينادونهم {أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم} وأنهم يقولون {يا مالك ليقض علينا ربك} فيقول لهم {إنكم ماكثون} وأنهم يقولون لخزنة جهنم {ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب} فيقولون لهم {أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال} .
وأما العقبى والمال فإنهم إذا قالوا: {أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون} فقال الله تعالى {اخسؤوا فيها ولا تكلمون} وكتب عليهم الخلود بالمثل الذي يضرب لهم وهو أن يؤتى بكبش أملح ويسمى المكوت، ثم يذبح على الصراط بين الجنة والنار وينادوا يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت سلبوا في ذلك الوقت أسماعهم، وقد يجوز أن يسلبوا الأبصار والكلام، لكن سلب السمع يقين، لأن الله تعالى يقول: {لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون} فإذا سلبوا الأسماع صاروا إلى الزفير والشهيق، ويحتمل أن تكون الحكمة في سلب الأسماع من قبل أنهم سمعوا نداء الرب سبحانه على ألسنة رسله فلم يجيبوه بل جحدوه، وكذبوا به بعد قيام الحجة عليهم بصحته، فلما كانت حجة الله عليهم في الدنيا الاستماع عاقبهم على كفرهم في الأخرى بسلب الأسماع يبين ذلك أنهم كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبنيك حجاب وقالوا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه