المؤمن المنعم عن أحوال المعذب الشقي ليستبين له سبيل الفائدة، كما فعل بأهل الجنة وأهل النار حيث يقول فاطلع فرآه في سواء الجحيم، وكما قال سبحانه {وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا: ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} لأن أربعاً لا يعرف قدرها إلا أربع: لا يعرف قدر الحياة إلا الموتى، ولا يعرف قدر الأغنياء إلا الفقراء، ولا يعرف قدر الصحة إلا أهل البلاء والسقم، ولا يعرف قدر الشباب إلا الشيوخ.

وفي نسخة: ولا يعرف قدر النعيم إلا أهل الجحيم، ومن الناس من يبقى على قدميه وعلى طرف بنانه ونوره يطفأ تارة ويشتعل أخرى، وإنما هم عند البعث على قدر إيمانهم وأعمالهم، وقد مضى في باب يبعث كل عبد على ما مات عليه ما فيه كفاية، والحمد لله.

باب الجمع بين آيات وردت في الكتاب في الحشر ظاهرها التعارض

منها قوله تعالى {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم} وقال تعالى {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياً وبكماً وصماً} وفي آية ثالثة إنهم يقولون {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا} وهذا كلام وهو مضاد للبكم والتعارف تخاطب وهو مضاد للصم والبكم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015