وتناثر نجومها وطمس شمسها وقمرها.
فقد ذكر المحاسبي وغيره: أن ذلك يكون بعد جمع الناس في الموقف.
وروي عن ابن عباس وسيأتي وقاله الحليمي في كتاب منهاج الدين.
فصل: فأما التكوين يوم القيامة قبل الحساب.
فقد قال الله تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم} إلى قوله {عذاب الله شديد} وقال: {إذا زلزلت الأرض زلزالها} إلى آخرها.
والذي ثبت بسياق الآيات: أن هذه الزلزلة إنما يكون بعد أحياء الناس وبعثهم من قبورهم لأنه لا يراد بها إلا إذعان الناس والتهويل عليهم، فينبغي أن يشاهدوها ليفزعوا منها ويهولهم أمرها، ولا تمكن المشاهدة منهم وهم أموات.
ولأنه تعالى قال: {يومئذ تحدث أخبارها} .
أي تخبر عما عمل عليها من خير وشر {يومئذ يصدر الناس أشتاتاً} فدل ذلك على أن هذه الزلزلة إنما تكون والناس أحياء واليوم يوم الجزاء وقال تعالى: {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة} يعني الآخرة {وحملت الأرض والجبال} إلى قوله {لا تخفى منكم خافية} فدلت هذه السورة على أن اصطدام الأرض والجبال لا يكون إلا بعد الإحياء، فدلت هذه الآية على أن الكوائن إنما تكون بعد النشأة الثانية.
والله أعلم.
وأما قوله فيه يوم التناد، فقال الحسن وقتادة، ذلك يوم ينادي أهل الجنة أهل النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً، وينادي أهل النار أهل الجنة أن أفيضوا علينا من الماء يوم تولون مدبرين يعني عن النار أي غير قادرين وغير معجزين فيتفسر مجاهد.
وقيل: معناه يوم ينادي أهل النار بالويل والثبور ويولون مدبرين من شدة العذاب.
وقيل: إن ذلك نداء بعض الناس لبعضهم في المحشر وتوليهم مدبرين إذا رأوا عنقاً من النار.
وقال قتادة: معنى