وقال كعب: تصير السماء دخاناً، وتصير البحار نيراناً، وقيل تبديلها: أن تطوي كطي السجل للكتاب، وذكر أبو الحسن شبيب بن إبراهيم بن حيدرة في كتاب الإفصاح له: أنه لا يعارض بين هذه الآثار، وأن الأرض والسماوات تبدل كرتين إحداهما هذه الأولى وأنه سبحانه يغير صفاتها قبل نفخة الصعق فتنتثر أولاً كواكبها، وتكسف شمسها وقمرها وتصير كالمهل، ثم تكشط عن رؤوسهم، ثم تسير الجبال ثم تموج الأرض، ثم تصير البحار نيراناً، ثم تنشق الأرض من قطر إلى قطر فتصير الهيئة غير الهيئة، والبنية غير البنية، ثم إذا نفخ في الصور نفخة الصعق طويت السماء ودحيت الأرض، وبدلت السماء سماء أخرى، وهو قوله تعالى {وأشرقت الأرض بنور ربها} وبدلت الأرض: تمد مد الأديم العكاظي.
وأعيدت كما كانت فيها القبور.
والبشر على ظهرها وفي بطنها.
وتبدل أيضاً تبديلاً ثانياً.
وذلك إذا وقفوا في المحشر فتبدل لهم الأرض التي يقال لها [الساهرة] يجلسون عليه وهو أرض عفراء وهي البيضاء من فضة لم يسفك عليها دم حرام قط، ولا جرى عليه ظلم قط، وحينئذ يقوم الناس على الصراط، وهو لا يسع جميع الخلائق وإن كان قد روي أن مسافته ألف سنة صعوداً وألف سنة هبوطاً وألف سنة استواء، ولكن الخلق أكثر من ذلك فيقوم من فضل على الصراط، على متن جهنم، وهي كإهالة جامدة وهي الأرض التي قال عبد الله إنها أرض من نار يعرق فيها البشر، فإذا حوسب عليها أعين الأرض المسماة بالساهرة وجاوزوا